روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات دعوية | أملك منتدى.. وأشعر بالذنب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات دعوية > أملك منتدى.. وأشعر بالذنب


  أملك منتدى.. وأشعر بالذنب
     عدد مرات المشاهدة: 2751        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

 

أنا شاب أمتلك منتدى، والآن أصبح كبيرًا، وتعبت عليه في بدايتي، وكان الهدف من افتتاحه ربح وشغل، ولكن!! ما كتب الله له التوفيق في هذا لمجال، والمنتدى أصبح فيه تفاعل كبير من الأعضاء والعضوات، والمنتدى شبه متخصص بالتصاميم، والتصوير، والشعر، وفيه قسم إسلامي، وأقسام أخرى، سؤالي: أنا شديد عليهم، في متابعة الرسائل، وأطروحاتهم؛ إلا أنَّ المنتدى فيه صور نسائية، من تواقيع، ورمزيات، وغيرها. وبعد أن كَبُرَ المنتدى، أصبحت غير قادر على الإحاطة بكل شيء، والمتابعة إلا أنِّي من اكتشفت منه أمر مريب من الأعضاء نبهته، ونهيته، وعاقبته، أحيانًا أُحِسُّ بالذنب، لما أعلم أنَّه عن طريق المنتدى بنيت علاقات حب، وما شابهها، من الإعجاب، وغيره، والآن أنا حائر!!.

هل أستمر فيه، أو أغلقه من باب سد الذرائع؟.

الجواب:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه...

ألخص لك أخي الفاضل جواب استشارتك في النِّقاط الآتية:

أولًا: ثبت في صحيح مسلم، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».

قال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- في كتابه: شرح رياض الصالحين ص 199: (فيه التَّحذير من السُّنن السَّيئة، وأنَّ من سنَّ سنَّة سيئة، فعليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، حتَّى لو كانت في أول الأمر سهلة، ثم توسعت، فإنَّ عليه وزر هذا التَّوسع، مثل لو أنَّ أحدًا من النَّاس رخَّص لأحد في شيء من المباح، الذي يكون ذريعة واضحة إلى المحرم، فإنَّه إذا توسَّع الأمر، بسبب ما أفتى به النَّاس فإنَّ عليه الوزر، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة).

وثبت في الصَّحيحين، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: «لا تقتل نفس ظلمًا؛ إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنَّه أول من سنَّ القتل».

قال النَّووي رحمه الله: (هذا الحديث من قواعد الإسلام، فكلُّ من ابتدع شيئًا من الشرِّ، كان عليه مثل وزر من اقتدى به في ذلك العمل إلى يوم القيامة).

وثبت في الصحيحين أيضًا، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته».

الله سيسأل كلَّ راعٍ عن رعيته، أحفظ في رعيته حدود الله، وشرعه، ودينه، أم ضيَّع وفرَّط، فالأب مثلًا الذي أساء تربية أولاده، وكان قدوة سيئة لهم، واقتدوا به في سلوكياته المنحرفة، يتحمَّل وزر أولاده، لأنَّه هو السَّبب في انحرافهم، وعلى الأولاد أيضًا وزر أفعالهم كاملًا، لا ينتقص منها شيء. وقد كان الواجب على هذا الأب أن يحسن تربية أولاده، ويقوم بالمسؤولية التي أوجبها الله عليه خير قيام.

وكذلك أنت أخي الفاضل، فمَالِكُ وصاحبُ المنتدى هو أنت، فالمسئولية الدنيوية والأخروية تقع على عاتقك، ومسئوليتك عظيمة أمام ربك، فقد صار منتداك مرتعًا خصبًا، وملاذًا آمنًا لوقوع المعاصي والذنوب.

ثانيًا: أخي الكريم: ما دمت تسأل عن الحلال والحرام، فهذا يدل على أنك من أهل الخير، والخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ماض ومستمر إلى يوم القيامة، فأدعوك أخي لقراءة هذه التوبة لصاحب موقع أغاني وطرب يقول:

(بعد مسيرة دامت 3 سنوات، من نجاح المُنتدى، وأصبح المنتدى الداعم رقم واحد للفنانة في عالم الإنترنت، قررت أنا صاحب المنتدى، أن أغلق المُنتدى إلى الأبد لوجه الله، وأن أتوب إلى الله توبة لا تراجع عنها، وهذه التوبة عن قناعة شخصية، وليسَ عن طريق تأثير شخص، وليسَ لأغراض شخصية، والسبب هوَ أنِّي كنت في غفلة عما أفعل، وتعلق الأعضاء بالمنتدى إلى الحد الجنُون.

فكم من شخص نسي صلاته، ونسي واجباته، بسبب المُنتدى، وكم من شخص عصـا ذويه، من السَّهر على النت، وتصفُّح المُنتدى، وكلُّ هذه الأشياء، أنا سبب فـيها، وكل سيئة ستكون في ميزاني يوم القيامة، تخيل أخي القارئ لو أنَّك في محلي، ولك هذا الموقع، وأنت نائم، والذنوب تتكاثر، بسبب ما يسببه المُنتدى، من معوقات للأعضاء، وهم لا يحسون بهذا الشيء.

المُنتدى أصبح لهوًا لجميع أعضائه وزواره، لهوٌ في أمور ليس لها أي نفع والتعلق بالأمور التي لا تنفع، من الأشياء الخطيرة التي تساهم بترك الأشياء المُهمة، والمفروضة كالصلاة وغير ذلك.

إخواني: أنا مثلكم، لستُ بشيخ، ولا بـمعصوم، ولكن أتمنى من الله المغفرة من السيئات التي حملتها عنكم، وأسأل الله أن يُبدِّلَ سيئاتي حسنات، ويضاعفها، وأن يوفقني وإياكم بشيء يفيد، ورزق مديد، وعافية، وصحة، وراحة بال.

صدقوني منذ قرابة سنة، وأنا عند النوم أفكر في المُنتدى، وفي إغلاقه، وبمجرد التفكير بذلك أحسُّ بالراحة.

عدد أعضاء المُنتدى وصل عشرات الآلاف، وكل يوم يزداد العدد، ومع كل زيادة في عدد الأعضاء، هي زيادة في آثامي، وسيئاتي..

ولله الحمد جاء يوم التطبيق.. نسأل الله العفو والعافية..

إخواني الأعضاء والمشرفين: أتأسف للجميع عن أي شيء بدر مني طيلة السنين الثلاثة، وبصفتي مؤسس ومدير المُنتدى أقول أمام الجميع: اللهم إنِّي أبرِّئ ذمتي أمام الله، من كل ما نشر بالمنتدى، سواء كانت أغاني أو صور لأي فنانة كانت، من بداية إنشاء الموقع إلى يومنا هذا.

وأتمنى من الجميع حذف أي مادة تم تحميلها من المُنتدى، وأنا أبرئ ذمتي من كل مادة تم تحميلها من الموقع..

اللهم إنِّي أستغفرك لكل ذنب، يمحق الحسنات، ويضاعف السيئات، ويحلَّ النقمات ويغضبك، يا رب الأرض والسماوات.

اللهم إنِّي أستغفرك لكل ذنب، يكون في اجترائه قَطْعُ الرجاء، وردُّ الدعاء، وتوارد البلاء، وترادف الهموم، وتضاعف الغموم.

تحياتي لكم مدير الموقع ومؤسسة لافي).

أخي الكريم: اجعل من أخينا لافي قدوة لك، ومشجعًا لك، فمن ترك شيئًا لله عوضه الله خيراً منه، وريال واحد في الحلال خير من أضعافه بالحرام، ولكن!! أنا سأدلك على ما هو أفضل، وأحسن من فعل أخينا لافي، ستجد نصيحتي في الفقرة التالية.

ثالثًا: أخي الحبيب: أقترح عليك أن تقلب عمل المنتدى، رأسًا على عقب، بدل من أن يكون فيه معاصي، وذنوب، وآثام، اجعله خاليًا من ذلك، اجعله منارة لنشر الخير، والفضيلة، والآداب، والأخلاق، وتلاوة القرآن، والدعوة إلى الله، ولا تعدم ممن يؤازرك، ويساندك، ويضع يده في يدك، في هذا المجال الطيب المبارك.

فأنت تعلم أن قناة الخليجية، قلبت نشاطها من طرب وغناء، إلى قرآن، وذكر، ودعوة، وهناك الكثير من المواقع المنحرفة، غيرت سيرها، وعادت إلى ربها، وأنت موقعك بدأ الفساد يدب إليه، فاحرص على تدارك الأمر قبل استفحاله، فكل وسائل الإعلام سلاح ذو حدين، وأنت بقلبك لنشاط منتداك، تكفِّر عما مضى، وتزرع حسناتٍ وأجرًا وثوابًا.

وفقني الله وإياك لما فيه رضاه عنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الكاتب: سعد العثمان.

المصدر: موقع المسلم.